تخليت عن المحبة - عام

رجل تقدم به العمر

يتكئ على طرف الدرج يصعد رويدا رويدا بجسد متهالك ليرى اثنين من النساء كبار السن أيضا ينزلن على الدرج
عندها قال : " عندما يكبر المرء ينسى ... و تتثاقل حركاته ... و يقع ... و لا يحبه أحد "
يتابع صعوده و تتابع النساء نزولهن لتجيب احداهما دون ان تنظر للخلف أو تهتم لوجود مستمع
" أرجو من الله أن لا أقع و لا أريد من أحد أن يحبني ... "
عجيبة هي الأمور التي يمكن أن يتخلى عنها الانسان
عند بعض الأطفال تبلغ الأماني مداها
لا يرضى بأي تنازل
أريد أن أكون أمير - ملك - امبراطور - حاكما للمجرة - للكون
اريد أن أكون تاجرا غنيا - طبيب - مهندس - عالم - طيار - رائد فضاء
الآن يبدو مجرد تعداد هذه الأماني مثير للسخرية
مع تقدمنا في السن و اكتشافنا المتزايد للفرق بين الواقع و الأمل نبدأ بالتخلي شيئا فشيئا عن أحلامنا
و نتخلى بذات الوقت عن ذواتنا
ليتحول البعض منا لأشخاص آخرين تماما
حالم نزيه كريم يتحول لنزق منافق مرتشي
لكن هل يعقل أن يتخلى الإنسان عن حاجته لحب الآخرين له ؟ هل من يقول هذا يكابر فقط ؟ يكذب على نفسه ؟
في الواقع هذا صادق جدا
و قد تم ايضاح هذا التصور في هرم ماسلو
فالانسان له حاجات اجتماعية و عاطفية بالاضافة للحاجة للغذاء و الصحة
لكن الانسان بطبيعته قد تتدرج لديه هذه الحاجات
فبعد اشباع الحاجات الأساسية (الاحتياجات الفيزيولوجية مثلا) يبدأ شعوره لاحتياجيات الأمان ثم تأتي الاحتياجات الاجتماعية ثم الحاجة للتقدير .. الخ
عندما أقف جائعا في ليلة شتوية باردة على قارعة الطريق لتقدم لي رغيف خبز طمعا في صورة تظهر بها أو طمعا في حبي أو مجرد إقناع نفسك بأنك انسان مؤثر و غير أناني و بأنك "تهتم" "فعلا"
آسف لكني أهتم لرغيف الخبز أكثر و هذا لا يقلل أبدا من إنسانيتي
بدراسة النظرية قد يتمكن البعض من إثبات أن الحب يمكن ببساطة أن يشترى ببعض الظروف ( أتكلم عن الحب و ليس مجرد شعور عابر بسيط مؤقت بل حب صادق يمكن أن يورث حتى : )
يوجد انتقادات لهرم ماسلو و هذا لا يقلل أبدا من قيمة هذا الإنجاز الرائع
التفصيل في الموضوع يطول لكن أكتفي هنا

مع تحياتي

المشاركة :

تويتر

فيسبوك